شبكة قدس الإخبارية

ماذا يريد الاحتلال من طولكرم وما علاقة ذلك بالحرب على غزة؟ 

photo_2024-05-04_15-10-16

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: نحو 15 ساعة متواصلة؛ خاضت فيها المقاومة في طولكرم وتحديدا في دير الغصون؛ اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، استشهد فيها ستة فلسطينيين، واعترف فيها الاحتلال بإصابة أحد عناصر قوات النخبة في جيشه "اليمام" خلال الاشتباكات مع المقاومين.

واعتبر محللون سياسيون، أن عدوان الاحتلال على بلدة دير الغصون في طولكرم، يريد الاحتلال من خلاله إيصال رسالة بأن ساحة الضفة الغربية منفصلة عن الساحات الأخرى، ورغم أن المقاومة قدمت عددا من الشهداء والجرحى إلا أنها مستمرة وتمرغ أنف الاحتلال في كل مرة يشن فيها عدوانا مشابها رغم فارق القدرات العسكرية.

يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن الاقتحامات المتكررة لطولكرم تحديدا تأتي بسبب وجود حالة مقاومة مميزة وظاهرة في طولكرم خاصة خلال الفترة الحالية.

وأضاف عرابي في لقاء خاص لـ "شبكة قُدس"، أن اقتحامات الاحتلال هذه ذات طبيعة أمنية بالدرجة الأولى يحاول من خلالها الاحتلال ملاحقة خلايا المقاومة وتشكيلاتها وعناصرها الفاعلين واحتوائها وتفكيكها.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي، إلى أنه عندما برزت حالة مقاومة مميزة في الآونة الأخيرة في منطقة طولكرم، استهدفها الاحتلال بكثافة كبيرة مقارنة مع بقية المناطق، تماما كما استهدف بكثافة في وقت سابق جنين ومخيمها على وجه التحديد وسبقتها كثافة في الاستهداف على نابلس، وذلك لاعتبارات أمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى. 

وبحسب عرابي، فإن مسارات هذا التصعيد بالنسبة للاحتلال تتمثل في الملاحقة الأمنية التقليدية لتشكيلات المقاومة وفصائلها وكلما تصاعدت المقاومة ووجدت تشكيلات أو خلايا أو محاولات جديدة للعمل المقاوم.

وقال، إنه لا شكّ في أن الاحتلال الإسرائيلي يلاحق هذه التشكيلات بالاستهداف وبتكثيف العمليات الأمنية بما في ذلك الاغتيالات والاقتحامات وهذا واضح جليا في بيئة الضفة الغربية المحتلة.

ويضيف: لاحظنا ذلك بعد العام 2022 بعد معركة سيف القدس وما تلا ذلك من تصاعد في عمليات المقاومة ثم ضخ الاحتلال العديد من قواته في الضفة الغربية المحتلة تحت عنوان "عملية كاسر الأمواج"، وهذه العملية بقيت مستمرة وفقا لعرابي الذي يرى أنها أخذت بعدا جديدا ومسارا جديدا بعد السابع من أكتوبر حيث كثف الاحتلال من إجراءاته الأمنية في الضفة الغربية لحصار هذه المنطقة ومحاولة إبعادها عن مساندة غزة بالعمل المقاوم وخلال الحرب الإسرائيلية على القطاع. 

ويشير، إلى أن ذلك يستند إلى الظروف السابقة التي تكثفت فيها عمليات الاحتلال في الضفة عقب السابع من أكتوبر، حيث يعتقد عرابي أن الاحتلال لا يريد أن تستنزفه الضفة أو تشتت قواته وجهده العسكري والأمني.

وعن قدرات المقاومة في الضفة، قال عرابي، إن إمكانيات المقاومة في الضفة الغربية محدودة، بحيث لا توجد هناك تشكيلات كبيرة ولا بنى صلبة للتنظيمات الفلسطينية التي تتعرض دوما لعمليات تفكيك واستنزاف منذ 20 عاما تقريبا وهذا الأمر تصاعد بعد عام 2007، كما أن الجهد الأمني للاحتلال الفلسطيني لم يتح لفصائل المقاومة قدرة على إعادة بناء نفسها، وظلت عمليات الاستنزاف مستمرة بالإضافة إلى نشر الحواجز وكاميرات المراقبة والخبرة التي بناها الاحتلال في ساحة الضفة الغربية على وجه التحديد بالإضافة إلى الأسباب الفلسطينية الذاتية الممثلة بالسياسات الرسمية في الضفة الغربية التي تقف على النقيض من فكرة المواجهة والمقاومة المسلحة وهذا لا شك أنه يضعف من حالة المقاومة في ساحة الضفة.

ويرى عرابي، أن ظروف الضفة صعبة على هذا الصعيد، ولكن رغم هذه الصعوبة وهذه الحالة الموجودة الآن ترهق وتؤرق الاحتلال بدلالة كل هذه الأحداث التي نلاحظها في الآونة الأخيرة.

وفي السياق، قال القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، إن المقاومة في ظولكرم ودير الغصون خاضت معركة مشرفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 15 ساعة متواصلة.

وأضاف في تصريحات له، أن هذه المعركة تدلل على إرادة قتالية منقطعة النظير، ومكنت المقاومين من مواصلة القتال بكل شراسة وإصرار حتى النهاية، رغم فارق القوة والأسلحة، مؤكدا أن شعبنا لن يستسلم أمام جبروت الاحتلال وجرائمه مهما بلغت التضحيات،  وسيواصل مسيرة النضال والمقاومة حتى بلوغ أهدافه بالتحرير والعودة.

فيما قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود مرداوي، إن ما حدث في بلدة دير الغصون بمحافظة طولكرم، هو امتداد للمعركة المستمرة والمفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد مرداوي، أن الاحتلال يحاول منع الضفة الغربية من أداء دور يخفف عملية الإبادة في قطاع غزة، وقام بقصف عشوائي في بلدة دير الغصون.

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تَعمّد الاحتلال قصف المنزل المحاصر واغتيال ثلاثة شبان على الأقل والتنكيل بجثامينهم والتمثيل بها، جريمة جبانة تؤكد على العقيدة الصهيونية الانتقامية الثابتة، ولرفع معنويات جنوده بعد الهزائم المتلاحقة التي يتعرضون لها في غزة وجبهاتٍ أخرى.

وأشارت في بيان لها، إلى أن الضفة اليوم قَدمّت على طريق النضال والحرية مقاومين أبطال مرغوا العدو الصهيوني في وحل الضفة ووجهوا ضربات مميتة للجنود والمستوطنين، لينضموا إلى قوافل شهداء معركة طوفان الأقصى في غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا في تلاحمٍ عضوي قل نظيره. 

ودعت الجبهة جميع قوى المقاومة العاملة في الضفة إلى مواصلة استهداف العدو الصهيوني والمستوطنين في كل مكان، مشددةً أننا في مرحلة تاريخية فاصلة في تاريخ شعبنا، تتطلب وحدة الموقف والبنادق، واستنزاف العدو وإيقاع الخسائر في صفوفه.

 

#الاحتلال #الضفة #جنين #المقاومة #الضفة الغربية #القسام #طولكرم #نابلس #جيش_الاحتلال #اليمام #دير الغصون